الأربعاء، 15 يناير 2014

اعدام سقراط

اللوحه  للفنان الفرنسي : جاك لوي دافيد
وتمثل مشهد اعدام سقراط (ابو الفلاسفه)
قصة اعدام سقراط مثلت في لوحات كثيره وكانت لوحة جاك لوي دافيد اكثرهم جمالا وتعبيرا عن الموقف في رايي المتواضع
سقراط كان فيلسوف يوناني واحد اشهر الشخصيات التاريخه المؤثره في التاريخ البشري ورغم ذلك فان ما وصل الينا عن سقراط هي اقوال منقوله ومرويه وبعضها متضارب حيث ان سقراط لم يكن له كتبا او لم يخلف فكرا مكتوبا وكل ما هو منقول عنهم من تلامذتهم واشهرهم افلاطون
سقراط يقال انه كان محاربا شجاعا في الجيش اليوناني  وبعد ذلك كان عضو في مجلس الشيوخ اليوناني .. وكان سقراط شوكه في حلق الطغاه الثلاثين(حكام اثينا في هذا الوقت )
فرفض اضفاء الشرعيه على اعدام حاكم احدى المدن بحكم ظالم
كما رفض ان يشارك في التصويت على محاكمه غير دستوريه لجنرلات الجيش عقب احد معاركهم .. حيث رأى الطغاه الثلاثون  باقامة محاكمه استثنائيه للجنرالات واعدامهم .. في محاوله للسيطره على البلاد وعلى الديموقراطيه السائده في البلاد حينها وتم اعدامهم بالفعل ولكن بعد سجن سقراط بتهمة التقصير واعاقة التصويت الجماعي
كان سقراط معلما يجلس في الاسواق ويتحلق حوله الناس ويعلمهم  من الحكمه والحق والاخلاق كثيرا  وكان رجل اصلاحي الى حد بعيد والحقيقه انه تضاربت الاقوال حوله
فهو كان متمردا على كهنة اثينا وعلى دينهم الوثني  ويقال انه كان صاحب وحي سماوي ويدعو لعبادة الاه واحد ..  ولما حكم عليه بالاعدام اصر على ان يدافع عن نفسه بنفسه في خطاب تاريخي  والا يهرب من المحاكمه او الحكم وان يموت شجاعا حتى لا تموت قضيته وفكرته
والحقيقه انا اميل لاعتبار سقراط صاحب دعوه للتوحيد واجد في اخر ما قاله لتلاميذه  دليلا على ذلك
 يقول افلاطون عن لحظة موته :أن تلاميذ سقراط احتشدوا حول أستاذهم المحبوب، فدعا سقراط أحدهم إليه وجعل يمر بيده علي شعره وهويشرح آراءه في الحياة والموت وخلود الروح فالموت نسيان خالد حلو لايفسده إضطهاد أوظلم أو خيبة أوألم أوحزن، أو أنه باب نلجه فنمضي من الأرض الي السماء.. إنه المدخل إلي قصر الله 'وهناك أيها الصحاب لايقتل إنسان من أجل عقائده، فابتهجوا إذن واستبشروا، ولا تأسوا علي فراقي.. وقولوا حين تودعونني القبر إنكم إنما دفنتم جسدي لا روحي
ومات سقراط معدوما بالسم بتهمة افساد عقول الشباب .. ولكن لا يبدو ان فكرته ماتت ابدا وظل تلاميذه يحملونه  وحتى ان الحارس الذي قدم له السم كان حزينا على قتله  فقال :
'بربك ياسقراط لا تحنق علي فأنت تعلم أن غيري يحمل إثم موتك ولا أحمله أنا'
يقول ذلك، ويمد يده بالكأس إلي سقراط ويجهش بالبكاء وهوعائد من عنده
وتظهر اللوحه سقراط وهو رافع يده الى اعلى مشيرا بالسبابه .. وهذه الوضعيه طالما ظهرت في اللوحات القديمه ولا ادري هي دليل على حكمة صاحبها ام دليل اتصاله بالسموات بشكل او بآخر
كما يظهر تلاميذه من حوله في حالة حزن وهلع عليه وخرج بعضهم الي يسار اللوحه محاولا تحاشي حضور الموقف  وبعضهم مستندا للحائط مخفيا وجهه ودموعه  وحتى حامل السم كان يبكي كما حكى افلاطون
فيقول لهم سقراط : ماهذا السخف.. لقد صرفت النساء تفاديا لمثل هذا المشهد.. السكينة إذن ودعوني أمت في هدوء
ويتناول سقراط السم ويتمدد على السرير ويفارق الحياه في هدوء بعد دقائق
وصفه هذه اللحظه احمد شوقي في ابيات جميله فقال :
سقراط أعطي الكأس وهي منيته شفتي محب يشتهي التقبيلا
عرضوا الحياة عليه وهي رخيصة
فأبي وآثر أن يموت نبيلا
إن الشجاعة في القلوب كثيرة
ورأيت شجعان العقول قليلا

ملحوظه اثرائيه:
قرأت بعض الأراء والتي تقول بعد امانة افلاطون في نقل افكار سقراط بالكليه وانه نسب اقواله هو شخصيا لسقراط وذلك لنيل ثقة الناس وولائهم لكلماته وقد سجل افلاطون افكاره او ما يقول بانها افكار سقراط في كتابات عاشت ووصلت الينا بعكس سقراط الذي اقتصرت افكاره على احاديثه مع تلاميذه في الاسواق
وقد كان سقراط فقيرا لاب نحات وام قابله .. بينما كان افلاطون من النبلاء وشتان الفرق بين فكر الشخصيتين وتكوينهم وثقافتهم
ويذهب البعض الى ادعاء افلاطون انه من تلاميذ سقراط ذلك بعد سقوط الحكام الظالمين ودخول عهد جديد وبقاء ذكر سقراط عطرا وشخصيته البطوليه واستغل ذلك في ترويج افكاره واتخاذ مكانه في المجتمع 

السبت، 4 يناير 2014

صانع الأحلام

علمها تصيغ احلامها ... مسكت قلمه وكتبت بيه الحانها
مش على ورقه .. علشان قلبه كان هو النوته الى هتفهمها
كتبت.. رسمت ..عزفت..نحتت فوق النوته كل جنانها
داب فى رسومها عاش احلامها
قلبه الدايب حب فى يوم يعزف هو على اوتارها
رجعت ...خافت ..حاولت تبعد عنه بنارها
قالت خايفه عليك تتعذب انا مش جنه
رد بحرقه .. ما انا باتعذب  لما تخبي قلبك عنى
قرب منها بقلبه العاشق وقالها  قلبي ده ملكك حلقي فيه
حنت .. ضعفت .. حاولت تمسك ريشه وترسم تاني في قلبه
بس خساره ..لا براح قلبه وحده كفايه ..

ولا احلامها هاتنفع يوم تبقاله روايه