استقيظت صباحا وغسلت وجهها ورفعت وجهها الى المرآه عارٍ
بلا مساحيق ولا زينه ولا اقنعه ايضا
فتسمرت قليلا
وقالت ما هذا لقد اشتقت الي فعلا
اشتقت للحقيقه
اشتقت لاصلي
وتأملت صورتها ثم صرخت من انا وكم مضى من عمري وماذا فعلت فيما مضى
وهل ما تبقى يكفي لتحقيق امالي ؟؟
اغمضت عيناها فى حسره ومرت امامها مشاهد متلاحقه وسريعه
من حياتها كل مشهد مر كبرقه سريعه فى سماء عقلها
فهذا زميل الدراسه الذي احبته بقلب غض وهى تفارقه
بلا عوده
وهذا يوم تخرجت فى كليتها بتفوق عازمة على الا تلقي بالا
لمعوقات النجاح جميعا ولا سيما امور القلب الخادعه
وهؤلاء وجوه مجتمع المثقفين الذين لا طالما شجعوها على
التقدم والنجاح وتايد منطقها فى الحياه
وهؤلاء وجوه الرجال الذين طالما تقربوا اليها سابقا
وخطبوا ودها فى حلال ومعه وجهها الرافض دائما لهذا النوع من المعوقات .
وهذا وجه ابيها رحمه الله وهو يترجاها ان تقبل باخر من
تقدم لها فى حياته حتى يطمأن عليها
وهذه وجوه
زميلاتها والتى قابلتهم على مر
السنون وقد زخمت حياتهم بالعمل والمسؤليات والاطفال والمشاكل والنجاح والفشل ... والسعاده ايضا .
وهذا وجهها فى المرآه ظهرت عليه خطوط زمن ووحده وجليد
وهذا قلبها قد انسته الخفقان فصار وهناً
وهناك في ركن منزوٍ
هذه شهاداتها وهذا مقعدها الوثير العالي المقام الذى طالما حلمت به ونالتة
بالفعل .
وهناك فى مكان بعيد او قريب لا تعلم هى لوحه لوجه تعرفه
جيدا
صوره لفارس
احلامها والذى كان يعلو فى المقام عام بعد العام
ولكنها اصبحت لا تراها بوضوح اصبحت مشوشه
اصبح شبح لفارس الاحلام .
افاقت على دقات الساعه وايقنت انها تاخرت على موعد عملها
فقررت ان تذهب اليوم بلا مساحيق بلا زينه بلا
اقنعه
قررت ان تكون وحدها اليوم فى هذا العالم بوجهها الحقيقى بقلبها الوهن وعقلها المثخن
بالافكار
فمن يا ترى عساها ان تقابل
بل من سيقبلها ومن سيفهمها ...
وهل ستقابل يوما من يعيد الملامح للوحة فارس الاحلام